ما هي العوامل التي تؤثر على نوم الأطفال؟
كما هو الحال لدى البالغين، يعتمد نوم طفلكِ بشكل رئيسي على مزاجه وبيئته المحيطة وروتين النوم الذي تتبعينه. على سبيل المثال، إنّ الغرفة المريحة ودرجة الحرارة المناسبة (بين 20 و22 درجة مئوية) والإنارة الخافتة تعد من العوامل المهمة لضبط الحالة المزاجية لدى الأطفال وستساعدهم على النوم بشكل عميق، كما أنّ بعض الأنشطة مثل الحمام الدافئ وتهوديات النوم الهادئة والعناق سيهيئهم للنوم بشكل أسرع. في المستقبل، أي بعد أن يبلغ طفلكِ عامين فأكثر تقريباً، ابحثي عن قصص أطفال قبل النوم لإضافتها إلى روتين نوم طفلكِ، إذ يستجيب لها الأطفال بشكل فعال ويشعرون بالاسترخاء عند سماعها.
من الجدير بالذكر أنّ شخصية الطفل وطبيعته تؤثر على نمط نومه كذلك، فهناك أطفال يتمتعون بنشاط إضافي، وهناك أطفال تكون مستقبلاتهم الحسية أعلى من أطفال آخرين، أي أنهم قد يستيقظون عند حدوث أي ضوضاء أو تحفيزات بسيطة، كما أنّ عمر ووزن الطفل يلعب دوراً في عدد مرات استيقاظه خلال الليل لحاجته للمزيد من الحليب، مع العلم أنّه من الطبيعي أن يستيقظ طفلكِ في الأشهر القليلة الأولى أكثر من مرة خلال الليل، وسنوضح لكِ ذلك بشكل دقيق أدناه.
أنماط نوم الأطفال منذ الولادة حتى عمر 6 أشهر
0 - 3 أشهر
خلال الأشهر الثلاثة الأولى، يستمر الأطفال في التأقلم مع العالم الخارجي بعد أن اعتادوا على رحم أمهم، ويشكل ذلك لهم بعض الارتباك والقلق خصوصاً عند حلول الليل، وهناك ما يدعى رد فعل مورو أو منعكس رومو، وهو عبارة عن رد فعل لا إرادي للأطفال حديثي الولادة عند سماع الضوضاء أو الشعور بحركة مفاجئة، الأمر الذي يؤثر على نومهم.
في هذه المرحلة العمرية، يحتاج الأطفال إلى شرب الحليب كل ساعتين أو 3 ساعات تقريباً لكون معدتهم صغيرة جداً، وعادةً ما يستيقظون خلال الليل عدة مرات لطلب ذلك، وفي حالة عدم استيقاظ طفلك، ستحتاجين إلى إيقاظه بنفسك لإعطائه جرعة من الحليب - خاصةً إن كان وزنه أقل من المعتاد.
إن كنت ترضعين طفلكِ بشكل طبيعي، فمن المحتمل أن يكون معدل تكرار الرضاعة الليلية لطفلك أعلى من الأمهات اللواتي يتبعن التغذية بالحليب الاصطناعي، وذلك لأن حليب الثدي يتحرك بشكل أسرع عبر الجهاز الهضمي للطفل وسيشعر بالجوع باستمرار. بشكل عام، سيستيقظ طفلكِ كل ليلة ولعدة مرات خلال هذه المرحلة العمرية، وتزداد ساعات النوم في المرحلة العمرية التالية.
3 - 6 أشهر
في عمر 3 أشهر، ستلاحظين أنّ طفلكِ الصغير يبدأ في النوم لساعات أطول وسيحتاج إلى عدد أقل من الوجبات خلال الليل، كما أنه لن يكون حساساً بشكل كبير تجاه الضوضاء والإضاءة كما في السابق، فضلاً عن تطور قدرته بشكل تدريجي على تهدئة نفسه.
مع نمو طفلكِ الصغير، سيبدأ عدد مرات الرضاعة في الانخفاض ليصبح مرة كل 3 أو 4 ساعات، وبحلول 6 أشهر، من المرجح أن يصبح مرة كل 4 أو 5 ساعات، مما يعني ساعات نوم إضافية لكِ ولطفلكِ الصغير. يبدأ الأطفال بشكل عام خلال هذه الفترة بالتحكم في حركاتهم وردود أفعالهم أيضاً، وهذا يعني أن الحركة والأصوات والتغيرات المحيطة لن تخيفهم كما في السابق، ويمكن أن تصبح لديهم القدرة على العودة إلى النوم بمفدرهم بعد الاستيقاظ.
من خلال إنشاء روتين نوم صحي لطفلك، مثل الاستحمام بالماء الدافئ وإطفاء إنارة الغرفة والغناء قبل النوم، فإنّ ذلك سيعزز من نومه أسرع وأعمق، كما أنّ وضعه في السرير عند شعوره بالنعاس سيساعده على تعلم النوم بمفرده في المستقبل.
فيما يلي جدول تفصيلي لعدد ساعات النوم حسب العمر:
العمر | عدد ساعات النوم خلال 24 ساعة | عدد ساعات النوم خلال القيلولة النهارية | عدد ساعات النوم خلال الليل |
---|---|---|---|
طفل حديث الولادة | 16 ساعة | 8 ساعات | 8 - 9 ساعات (مع فترات للرضاعة خلال ذلك) |
شهر - شهرين | 15.5 ساعة | 7 ساعات | 8 - 9 ساعات (مع فترات للرضاعة خلال ذلك) |
3 أشهر | 15 ساعة | 4 - 5 ساعات | 9 - 10 ساعات |
4 - 5 أشهر | 14 ساعة | 4 - 5 ساعات | 8 - 9 ساعات |
متى يجب زيارة الطبيب بخصوص نوم الطفل؟
في معظم الحالات، يستيقظ الأطفال بشكل متكرر أثناء الليل في الأشهر الأولى من عمرهم وحتى عند مرور سنة وأكثر، وسيمرون بعدة طفرات نمو وبمراحل مختلفة مثل التسنين، الأمر الذي سيؤثر على نومهم بشكل ملحوظ لفترة من الزمن. إن لاحظتِ عوامل مثيرة للقلق مثل الشخير أثناء النوم أو الصعوبة في التنفس أو الانزعاج المستمر أثناء النوم، قومي بزيارة طبيب طفلك للحصول على استشارة طبية والبحث عن أسباب ذلك.
كيفية التعامل مع الليالي التي لا ينام فيها الطفل
الآن بعد أن تعرّفت على أنماط نوم طفلك في الأشهر الأولى من حياته، لنطلع على كيفية التعامل مع تلك الليالي التي لا ينام فيها طفلك بشكل طبيعي:
-
احصلي على قسط من الراحة عند نوم طفلك: تمر كافة الأمهات ببعض الأيام المتعبة والليالي الطويلة، وقد يكون الأمر مرهقاً ويحتاج للصبر، لذلك حاولي الحصول على قسط من الراحة عند نوم طفلك على الفور وفي اليوم التالي أثناء قيلولته في النهار، ولا تقلقي كثيراً حول مهامك اليومية وحول ترتيب المنزل وما إلى ذلك، فإنّ حاجتكِ إلى الراحة أولوية أولى لتتمكني من الاعتناء بطفلكِ بالشكل الصحيح.
-
احصلي على الدعم عند الحاجة: لا تحملي نفسكِ أكثر من طاقتها، ومن الطبيعي أن تشعري بالإنهاك التام في بعض الأيام والليالي، خصوصاً في المراحل الأولى من قدوم مولودكِ الجديد، لذلك لا تترددي في طلب المساعدة من زوجكِ أو أحد أفراد عائلتكِ للاعتناء بطفلكِ بينما تحصلين على قسط من الراحة لتجديد نشاطك.
-
ممارسة الرياضة وتحسين الصحة النفسية: نظراً لطبيعة الحياة الجديدة والانشغال بالاعتناء بطفلكِ طوال الوقت، قد تشعرين بأنّ ليس هناك وقت لممارسة الرياضة والاعتناء بنفسك كما في السابق، ولكن ذلك سيكون له تبعات غير جيدة في حال عدم اتباع نمط صحي، حتى وإن كان ذلك لأوقات محدودة. احرصي على القيام ببعض التمارين الرياضية في المنزل أو خارجه، ومارسي رياضة المشي باستمرار، وخصصي بعض الوقت لنفسكِ للحفاظ على صحتكِ النفسية وللنوم بشكل أفضل كذلك.