فهم الأسباب المحتملة لبكاء الطفل الرضيع
تتمثل الخطوة في فهم أنه من الطبيعي أن يعاني الطفل السليم تماماً من المغص، وغالباً ما تختفي هذه الحالة المزعجة بعد فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وليس هناك ما يستدعي للذعر، ومن الضروري أيضاً معرفة أنّ البكاء قد لا يكون ناجم عن المغ. رغم عدم وجود سبب محدد، فيما يلي بعض الأسباب المحتملة لبكاء طفلكِ المستمر:
- الحساسية تجاه الحليب أو عدم تحمله: إن كنتِ قد قمتي بتجربة نوع حليب جديد أو حليب بقر لتغذية طفلك، ومن ثم لاحظتي براز رخو (إسهال) في حفاظه، فهناك احتمال أنّ طفلكِ يعاني من حساسية تجاه الحليب، مما سيؤدي إلى مغص وبالتالي سيبكي الطفل بشدة.
- التكيف مع المحيط الجديد: بمجرد الخروج من الرحم، يتعين على الطفل التكيف مع أنواع مختلفة من المنبهات مثل الضوء والصوت والضوضاء والتذوق واللمس والروائح وما إلى ذلك، وقد يتسبب ذلك في الشعور بالخوف أو التوتر، وسيحتاج الطفل بعض الوقت للتكيف مع كافة هذه الأمور، وقد يبكي باستمرار لانزعاجه.
- عدم القدرة على التحكم بالمشاعر: نظراً لأنّ النظام العصبي للطفل سيكون قيد النمو والتطور، قد لا يستطيع التوقف عن البكاء وتهدئة نفسه والتحكم بمشاعره، أي أنه قد بدأ بالبكاء بسبب شيء معين ثم لم يستطع التوقف عن البكاء.
أعراض تدل على أنّ سبب البكاء هو المغص
هناك أعراض معينة تعني أنّ سبب بكاء طفلكِ هو المغص، وفيما يلي نظرة على أعراض المغص عند الرضع:
- بكاء شديد قد يبدو أشبه بالصراخ والتعبير عن الألم.
- الدفع بشدة عند إخراج البراز بشكل يشبه الإمساك، وقد يكون سبب ذلك هو عدم توازن البكتيريا الصحية في القناة الهضمية أو أنّ الجهاز الهضمي لم ينمو بشكل كامل.
- تغير لون الوجه واحمراره.
- التوتر الجسدي الملحوظ مثل شد الساقين أو تصلبها.
تخف حدة الأعراض في بعض الأحيان بعد أن يقوم الطفل الرضيع بإخراج الغازات أو البراز أو عند التشجؤ، ومن المحتمل أن تكون الغازات ناتجة عن ابتلاع الهواء أثناء البكاء لفترات طويلة.
نصائح للتعامل مع الطفل الرضيع المصاب بالمغص
بخبرتها الطويلة بالتعامل مع الأمهات والأطفال الرُضّع، شاركتنا سيسيل ببعض الطرق الفعالة للتعامل مع الطفل الرضيع عند شعوره بالمغص: حافظي على مزاج هادئ ومسترخي عند محاولة تهدئة طفلكِ المصاب بالمغص عندما تكونين مسترخية وهادئة فإنّ ذلك سيعمل على طمئنة طفلكِ بأنّ كل شيء سيكون على ما يرام، حيث تشير الدراسات إلى أنّ الطفل الرضيع يتأثر بمزاج والديه ومشاعرهما، ويُنصح أيضاً باستخدام رداء النوم الملفوف أو كيس نوم لمساعدة طفلكِ في الاسترخاء.
توخي الحذر عند تغيير النظام الغذائي أو نوع الرضاعة لطفلك في حال كنتِ تطبقين أسلوب الرضاعة الطبيعية، احرصي على تناول وجبات متوازنة وصحية، وقومي بتسجيل ما تتناولينه من طعام لكي تحددي نوع الطعام الذي قد يسبب المغص لطفلكِ، وفي حال حدث ذلك توقفي عن تناول ذلك النوع من الطعام لمدة 10 أيام ثم قومي بتناولها مرة أخرى لتتأكدي ما إذا كان طفلكِ يعاني من حساسية ما تجاه ذلك النوع. تذكري أنّ الجهاز الهضمي لطفلكِ لا يكون مكتملاً في الأشهر الأولى، لذلك سيحتاج لبعض الوقت للتكيف مع كافة العناصر الغذائية المختلفة.
احرصي على وضع طفلكِ بشكل صحيح أثناء الرضاعة يلعب وضع طفلكِ بشكل صحيح أثناء الرضاعة دوراً مهماً في حمايته من المغص، ومن المهم أن يكون الرأس مرتفع قليلاً أثناء الرضاعة لكي يبتلع الحليب بسهولة، كما يجب وضع الطفل بوضعية جلوس مستقيمة لمدة 10 دقائق بعد الرضاعة، وإذا لزم الأمر قومي بتعديل وضعية المهد أو السرير لأعلى.
باعدي بين مواعيد الرضاعة في أول 6 أسابيع يُنصح بالمباعدة بين فترات الرضاعة لمدة ساعة على الأقل بين كلٍ منها، وبعد ذلك يمكن زيادة هذه المدة إلى ساعتين أو 3 ساعات عند وصول الرضيع إلى عمر 3 أشهر، و4 ساعات عند وصوله إلى 4 أشهر، حيث تقول سيسيل: "إنّ ذلك ضروري للسماح للطفل بالهضم بشكل مريح ومناسب". أخيراً، يجب اتباع عادات نوم صحية للأم والطفل وتحديد أوقات معينة للنوم، إذ سيضمن ذلك راحة الطفل وسيعمل على تقليل الغازات وبالتالي سيقلل من فرص حدوث المغص.
في حالة حدوث مغص شديد، يمكن علاج المغص للرضع باستخدام علاجات طبيعية مثل شاي الشمر ومنتجات Gripe Water الطبيعية لطرد الغازات بعد وصول الطفل لعمر 4 أسابيع على الأقل، ويجب مراجعة الطبيب في حالة استمر المغص الشديد لفترة طويلة لكي يصف لطفلكِ الدواء المناسب.